عصر العمارة الأموية

امتدَ عصر الخلافة الأموية من عام 661 إلى عام 750 ميلادي، وكانت السلاسة المسلمة الوحيدة التي سيطرت على العالم الإسلامي بأكمله،[١] وكانت الفترة الأموية فترة مهمة في تطوير العمارة الإسلامية فأثرت عليها بشكل مباشر، ومع أن المعماريون في تلك الفترة استمروا في تقاليدهم المعمارية السابقة إلا أنهم استخدموا مساحاتهم في الأبنية استخدامًا مختلفًا بسبب متطلبات الدين والعادات الجديدة للحكام العرب، أما فيما يخص المباني الدينية في العصر الأموي، فقد شيّد الأمويون مبانيهم في أمكان ذات أهمية تاريخية أو رمزية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك مسجد قبة الصخرة في القدس والمساجد في دمشق، وغيرها الكثير.[٢]


خصائص العمارة الأموية

تتسم العمارة الأموية بما يأتي:[٣]

  • دمج المعماريون الأمويون العناصر الرومانية والبيزنطية في مبانيهم وأعادوا استخدامها، ومن أشهرها الأعمدة.
  • أخذت القصور الأموية شكلًا مختلفًا، فبُنيَت حول فناد مركزي، واحتوت القصور الكبيرة جدًا على سلسلة من الوحدات السكنية المحيطة بالفناء، واحتوى بعضها على مساجد وحمامات.
  • اعتمد الأمويون في أبنيتهم الدينية على زخارف النباتية الطبيعية المنمقة، والأشكال الهندسية المعقدة، وكانت هذه الزخارف تُنفّذ بمواد مختلفة، مثل الفسيفساء والجص والحجر، في حين احتوَت الأبنية الأخرى غير الدينية على تمثيلات مرسومة ومنحوتات لكائنات حية؛ بشرية وحيوانية.
  • اتخذت المساجد في العصر الأموي النمط المعماري القائم على الأعمدة، وهيمنَ هذا النمط على العمارة الإسلامية لاحقًا، وفي الفترة الأموية ظهرت للمرة الأولى المئذنة والمحراب والمنبر في المساجد.
  • الأقواس المستخدمة في العمارة الأموية دائرية الشكل، ومع هذا أصبح القوس المدبب شائعًا أيضًا في فترات لاحقة من عصر الخلافة الأموية.
  • استخدمت العمارة الأموية الخط في زخرفة مبانيها، بما في ذلك الآيات القرآنية والعبارات التي تدعو للهداية، وأصبح هذا النمط سائدًا وشائعًا في التقاليد المعمارية اللاحقة للعالم الإسلامي.
  • أظهرت العمارة الأموية تأثرًا واضحًا بالعمارة البيزنطية، فدمجت الزخارف الحجرية والفسيفساء، أما في الفترة المتأخرة من العصر الأموي انتشرت النماذج الساسانية من إيران في العمارة الأموية، وتجلّى ذلك باستخدام الطوب كمادة بناد وزخرفة، واستخدام الجص للزخرفة.


المواد المُستخدمة في العمارة الأموية

استخدم الأمويون في هندستهم المعمارية المواد الآتية:[٣]

  • استخدمَ الأمويون في أبنيتهم الحجر لأنها المادة الأكثر توافرًا في منطقة سوريا الكبرى، ولكن هذا لم يمنع من استخدامهم للطوب ومزجه مع الحجر أحيانًا.
  • أدخلَ الأمويون فن الفسيفساء إلى أبنيتهم، وكانت على شكل جداريات كبيرة تغطي الجدران والأرضيات.
  • استخدمَ الأمويون مادة الجص لتغليف الأسطح الخزفية.
  • استخدم الأمويون الخشب كمادة بناد أساسية للأسطح والقباب، واستخدموه أيضًا كمادة زخرفية لعدة عناصر؛ مثل الأبواب والألواح.


أمثلة على العمارة الأموية

ما زالت الأبنية الأموية موجودة إلى اليوم، وفيما يلي بعض الأمثلة عليها:[٤]

  • مسجد قبة الصخرة: بُنيَ مسجد قبة الصخرة في القدس عام 691 ميلادي، وهو أول مشروع معماري أموي رئيسي اكتملَ تحت رعاية الخليفة عبد الملك الذي حكم في الفترة الممتدة من عام 685 إلى عام 705، وشُيّدَ على موقع مهم، كان في السابق موقع معبد سليمان، ويعد أقدم مسجد في العالم، يتألف من ثمانية جوانب مع قبة ذهبية بناها الخليفة الأموي المسلم عبد الملك بين عامي 688 و 692 ميلادي،
  • الجامع الأموي: يقع الجامع الأموي في العاصمة السورية دمشق، ويعد رابع أقدس مزار للمسلمين بعد الكعبة في مكة، وقبر الرسول عليه الصلاة والسلام، وقبة الصخرة، وبُنيَ المسجد الأموي بين عامي 707 و 714 ميلادي من قِبل الخليفة الوليد بن عبد الملك، والموقع الذي بُنيَ عليه كان سابقًا موقع معبد روماني ضخم وكاتدرائية بيزنطية، ويتميز الجامع الأموي بجدرانه المغطاة بالفسيفساء المصممة على الطراز البيزنطي، وله ثلاث قباب، وأعمدة، ومآذن كبيرة، وفناء واسع جدًا مُحاط بأقواس كبيرة، وفيه بيت مال المسلمين.
  • مدينة عنجر: تأسست هذه المدينة في لبنان خلال العصر الأموي في عهد الخليفة وليد بن عبد الملك، وكانت المدينة مركز تجاري داخلي يقع على مفترق طريقين مهمين، الأول يمتد من بيروت إلى دمشق، والآخر يعبر البقاع وحمص ليؤدي إلى بحيرة طبريا، وكانت مدينة عنجر محصنة بأسوار وبأربعين برجًا، وقسّمت المدينة إلى أربعة أرباع متساوية، احتوت على مساجد، وقصور وحمامات ومناطق سكنية، وأماكن للوظائف، وأخرى لتصريف المياه، وكانت جميعها مثالًا على العمارة الأموية المميزة بالزخارف.
  • أمثلة أخرى: من المباني العلمانية غير الدينية على الطراز المعماري الأموي القصور الصحراوية الأموي، مثل قصر المُشتى، وقصر عمرة في الأردن، ومجمع خربة المفجر في فلسطين، وقصر الحير الشرقي والغربي في سوريا.

المراجع

  1. "Early period: the Umayyad and Abbasid dynasties", britannica, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  2. "The Art of the Umayyad Period (661–750)", metmuseum, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "The Umayyads", islamicart.museumwnf, Retrieved 9/11/2021. Edited.
  4. "ART AND ARCHITECTURE OF THE UMAYYAD PERIOD (661–750)", factsanddetails, Retrieved 9/11/2021. Edited.