ما هي أنواع الفن التشكيلي؟

تعريف الفن التشكيلي (Plastic art)

الفن التشكيلي هو فن تشكيل المواد بهدف صنع عمل فني، فيستخدم الفنان التشكيلي مواد وعناصر قابلة للتعديل والتشكيل للتعبير عن خياله ومشاعره أو رؤيته للواقع في عمل فني ثلاثي الأبعاد، واستُخدمَ هذا المصطلح للإشارة للفن التشكيلي لتمييزه عن الفنون البصرية الأخرى التي يتذوقها المشاهد بحاسة السمع مثلًا، كرؤية حفل موسيقي والاستماع له أو الاستماع لنص أدبي، أو حتى لتمييزه عن فنون الأداء كالرقص والمسرح، وتتضمن الفنون التشكيلية كلًا من الرسم والنحت وفن العمارة والحفر وفن الخزف وصياغة الذهب والحرف اليدوية.^[١]

ومع أن النحت هو الشكل البارز والأشهر للفن التشكيلي ولكن الرسم أيضًا من أهمها، ويمكن للفنان أن يخلق وهم العمق فيه ليظهر بصورة ثلاثية الأبعاد مع أنه فن ثنائي الأبعاد، ومن المصطلحات الأخرى للفن التشكيلي؛ الفنون الجميلة، والفنون التطبيقية، وفنون الجرافيك.^[٢]

أنواع الفن التشكيلي

للفن التشكيلي عدة أنواع وفيما يلي تفصيل لها:^[١]

النحت

النحت هو تحويل المواد الصلبة أو البلاستيكية إلى كائنات وأشكال ثلاثية الأبعاد، أو النقش على الأسطح والجدران، ويستخدم النحات مجموعة واسعة من العناصر والمواد في النحت مثل الطين، والشمع، والحجر، والمعادن، والنسيج، والزجاج، والخشب، والجص، والمطاط، وأي مادة يمكن تشكيلها أو صبّها، ومع أن فن النحت قديم جدًا ويعود للعصور القديمة إلا أن مفهومه اختلف بمرور الوقت، ففي القرون السابقة وقبل القرن العشرين كان النحت فنًا تمثيليًا يصوّر أشكال ومشاهد من الحياة الواقعية وكانت أغلبها شخصيات بشرية، وأشياء أخرى غير حية، ولكن منذ مطلع القرن العشرين اختلف مفهوم النحت وأصبح يصوّر أشكالًا غير تمثيلية، وعلى اختلاف مواده وتقنياته فالنحت هو فن بصري يهتم بإنشاء عمل فني ثلاثي الأبعاد.^[٣]

الرسم

أساس الفنون البصرية، وهو فن أو تقنية إنتاج الصور على سطح ما، بعمل علامات عليه بواسطة الأقلام والألوان على اختلاف أنواعها، وهو تصوير وتجسيد للمفاهيم والأفكار والمشاعر والمواقف والتخيلات التي يشعر بها الفنان ويراها، ويكن تصويرها كما هي بالواقع أو باستخدام الرموز أو بالتجريد، ويوفر الرسم للفنان مساحة واسعة للتعبير، وهو ليس فن جامد فيمكن للفنان الماهر أو يجسد الحركة في الرسم ويصوّر الأجسام والعمق والتفاصيل الدقيقة.^[٤]

فن الخزف

اشتق اسم فن الخزف (Ceramics) من الكلمة اليونانية (Keramos) التي تعني طين الخزاف، وهو عبارة عن صنع عناصر وأشكال وأجسام طينية ووضعها في الفرن لتعريضها للحرارة للحصول على الشكل النهائي لها، ولكن أصبح مفهوم فن الخزف أوسع اليوم وشمل مواد أخرى مثل الزجاج والإسمنت، ولم يعد الطين المكون الأساسي له.^[٥]

يعتمد فن الخزف على الحرارة، ولهذا يُستثنى منه فنون الزجاج والفسيفساء، ولفن الخزف تاريخ طويل، فعُثرَ عليه منذ القدم وفي الثقافات المتلاشية منذ أكثر من 2000 عام، ومن الثقافات التي اشتهرت بفن الخزف، الثقافة الصينية، والكريتية، واليونانية، والفارسية، وقبائل المايا، والثقافة اليابانية والكورية، بالإضافة إلى الثقافات الغربية الحديثة.^[٦]

الحرف اليدوية

هي شكل من أشكال التصنيع الذي ينتج عنه في النهاية منتج جميل فنيًا وله وظيفة مفيدة في الحياة اليومية، فيمكن ارتداؤه أو تناوله حتى، وكانت الحرف اليدوية سابقًا في مكان أقل من الرسم والنحت لأنها لا تقتصر على القيمة الفنية والجمالية ولها وظيفة ما، ولكن في منتصف القرن التاسع عشر شكك الفنان ويليام موريس بهذه المكانة والاختلاف عن الرسم والنحت وجلب قيمة جمالية للحرف اليدوية لترتقي إلى مكانة الفن والإبداع، وبحلول القرن العشرين تضاءل الفرق بين الحرف والفن واندرجَ تحت عباءة الفن التشكيلي.^[٧] ويصنع الفنانون الحرفيون أشياء مثل الفخار والأواني الزجاجية والمنسوجات وتطريزها أو الرسم عليها ليكون لها قيمة فنية ووظيفة مفيدة في آنٍ واحد.^[٨]

النقش

يُصنع هذا الفن باستخدام أدوات نقش كالإزميل وينقش الفنان عمله الفني على المعدن، ويكون ذلك بزوايا مختلفة وبضغطات متفاوتة لخلق أبعاد مختلفة، ويعود تاريخ فن النقش على المعادن إلى العصور القديمة الكلاسيكية، وكان يُستخدم لتزيين الأشياء والمواد،^[٩] ويعد النقش تقنية لصنع المطبوعات، نشأ بشكل مستقل في في منتصف القرن الخامس عشر في وادي الراين بألمانيا وفي شمال إيطاليا، وطُوّرَ من قبَل صائغي الذهب الألمان، ويُعتبر مارتن شونغاور أول نقاش معروف بأنه رسام إلى جانب أنه صائغ ذهب.^[١٠]

فن العمارة

يعتبر فن العمارة من الفنون التشكيلية، فيقوم على التخطيط لمشروع معماري وتصميمه وتنفيذه ليكوّن مبنى، سواء كاني مبنى ديني أو سكني أو عسكري أو ثقافي أو رياضي، ويهدف فن العمارة إلى توفير مساحات لعيش البشر ورفاههم بالإضافة إلى أنه يهتم بالجانب الجمالي للمباني.^[١] ولا يمكن لفن العمارة أن يفصل بين القيمة الجمالية والنفعية للأبنية ولكنه يمكن أن يفضل إحداها على الأخرى ليخدم الهدف الأساسي من البناء، وفن العمارة يكشف عن طبيعة البشر ويبين بيئاتهم وكيفية استجابة أبنيتهم للمناخ والطقس والتاريخ والاحتفالات لديهم ويبيّن حساسيتهم الفنية أيضًا.^[١١]

التصوير الفوتوجرافي

هو فن إنتاج الصور بفعل الطاقة المشعة وبالتحديد هو انعكاس الضوء على سطح حساس؛ هو جهاز الاستشعار البصري في الكاميرا، ويُعتبر التصوير من الفنون البصرية لأنه يحتاج لإبداع من المصوّر خصوصًا في مرحلة التعديل.^[١٢]