الفن التجريدي التعبيري: كل ما يهمك عنه

مفهوم الفن التجريدي التعبيري

التجريديَّةُ التعبيريَّة حركةٌ فنيَّةٌ شَاعت في الرّسم الغربيّ، طوَّرَها رسّامون أمريكيّون مثل: جاكسون بولوك وويليم دي كونينج ومارك روثكو في أربعينيّات القرن العِشرين، اعتمدتَ هذه الحركة أساليبَ فنيَّة مختلفةً في تقنياتِها وطرقِ تعبيرِها وجَودتِها، وكلُّها تؤكّد على قوّة اللاوعي الإبداعيّ الذي يمنحُ الفنَّ تأثيراتٍ مرئيَّةً غير تقليديّة، وصفاتٍ تعبيريّة حرّة مثل: الغنائيّة والغموض والعُنف والحسيّة والديناميكيّة.^[١]

نشأة الفن التجريدي التعبيري

صاغَ مصطلحَ "التعبيرية التجريديّة" لأوّل مرّة المؤرّخ الفنيّ ألفريد بار عامَ 1929م، عندَما وَصفَ به أعمال الفنّان الروسيّ فاسيلي كاندينسكي، وشاعَ استخدامُه بعدَ الحرب العالميّة الثانية، وفي أواخرِ أربعينيّات القرن العشرين ابتكر الرسّام الأمريكيّ جاكسون بولوك -الذي عُدّ أهمّ فنّاني التعبيريّة التجريديّة- تقنياتٍ جديدة في الرّسم؛ إذ جرَّب الرّسم بالتّقطير وسمّر لوحاتِه على الأرض ورشَّها بالطّلاء، فكان أعمالُه حجرَ الأساس لهذه الحركة، وقد عُرِضت في متاحف ومعارض كثرة بعد وفاتِه.^[٢]

بعدَ الحرب العالميّة الثانية ظهرَ جيلٌ فنيّ جديد من الرّسامين الأمريكان، استخدموا تقنياتٍ جديدةً مستوحاة من أعمال الفنّانين السّابقين مثل: بيكاسو وماتيس، وبدأوا في تشكيل رؤيتِهم الخاصّة التي أسهمت في تطوير هذه الحركة.^[٢]

أصبحت التعبيريّة التجريديّة محلَّ اهتمامٍ في الوسط الفنيّ، فقد عُرضت الأعمال التجريديّة التعبيريّة في معرض سولومون غوغنهايم ومتحف الفن الحديث المعروفَين في نيويورك، إضافةً إلى دور النقّاد في مناقشة رؤية هذه الحركة.^[٢]

اتجاهات الفن التجريدي التعبيري

ظهرت مجموعتان فنيّتان لهذه الحركة تمثّلتا بالآتي:^[٣]

• رسّامو الحَركة: قادَ هذه المجموعة جاكسون بولوك وويليم دي كونينج، واعتمدوا استخدامَ الفُرش الكبيرة لإنشاء ضربات إيحائيّة لافِتة ومُعبّرة، بطريقةٍ ارتجاليَّة تلقائيّة.
• رسّامو مجال الألوان: ضمّت الفنّانين بارنيت نيومان ومارك روثكو وكليفورد ستيل، اعتمدوا استخدام الألوان على مساحاتٍ كبيرة من اللوحة لتحفيز ردّة فعل تأمليّة للمشاهد.

خصائص الفن التجريدي التعبيري

اتّسمت هذه الحركة بخصائصَ عدّة، منها:

• اعتمدّت على التّعبير العاطفيّ الحرّ، الذي غالبًا ما كانَ شخصيًّا وارتجاليًّا.^[٤]
• استخدمَت تقنياتٍ مختلفةً بهدف إبراز سماتٍ تعبيريّة تجريديّة أهمُّها الغموض والديناميكيّة.^[٤]
• طابقوا بينَ الرشّ العفويّ للطّلاء والتّعبير السرياليّ القائم على الارتجال.^[٤]
• اعتمدَت عدّة لوحات للعمل الواحد أو لوحة واحدة ذات حجم كبير جدًا، باستثناء تلك التي تُصوّر الشخصيّات البطوليّة.^[٥]
• اهتمّت بالدّاخل الوجدانيّ للفنّان وأتاحت له التّعبير عن مشاعره المكبوتة من خلال الفنّ، كذلك اهتمّت بانطباع المُشاهد ومشاعره.^[٥]
• لم تهتمّ في أن تقدّم رسمةً لشيءٍ ما ملموس بقدر اهتمامِها بتأثير قوّة اللون على الحالة المزاجيّة.^[٥]

فنانو التجريدية التعبيرية

كان من أبرز فنّاني هذه الحركة ما يأتي:^[٦]

• كليفورد ستيل (Clyfford Still): طوّر ستيل طرقًا جديدةً في التعبيريّة التجريديّة.
• جاكسون بولوك (Jackson Pollock): دمج بولوك في أعمالِه تقنيات مثل السّكب والتقطير والسكب والرشّ.
• ويليم دي كونينج (Willem de Kooning): أسّس ناديًا فنيًا لتعليمِ التقنيات الفنيّة، وفتح مساحة للجدال الفنيّ.
• جانيت سوبيل (Janet Sobel): كانت سوبيل رائدًةً بارزة في استخدام تقنية التنقيط الأيقونية.

أمثلة على الفن التجريدي التعبيري

هذه أبرز نماذج التجريديّة التعبيريّة:^[٧]

• لوحة Excavation لويليم دي كوينج.
• لوحة Vir heroicus sublimis لبارنيت نيومان.
• لوحة Chief لفرانز كلاين.
• لوحة Mountains and Sea لهيلين فرانكينثالر.
• لوحة Zone لفيليب جوستون.
• لوحة Thaw للي كراسنر.