العمارة الإسلامية
هي الأسلوب المعماري المرتبط بالدين الإسلامي، وتطور هذا الفن بمرور الزمن وتأثر بالأساليب المعمارية السابقة مثل عمارة بلاد ما بين النهرين والعمارة الرومانية، وبعد فترات أخرى تأثر بالعمارة الصينية والعمارة المغولية،[١] ويتسم أسلوب العمارة الإسلامي بالألوان الزاهية والأنماط الغنية والتناسق الهندسي، وتنتشر العمارة الإسلامية في البلدان التي تحتوي على غالبية مسلمة بالإضافة إلى الدول العربية وبعض المناطق الأوروبية مثل إسبانيا، والبرتغال، وإيطاليا، ومالطا، ومع أن العمارة الإسلامية ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بعمارة المساجد إلا أنها أوسع من ذلك بكثير؛ فظهرت في القصور والمباني العامة والقبور والحصون، ولم تقتصر على الأبنية الدينية فحسب بل استُخدمَت في الكثير من الأبنية العلمانية،[٢] ومن الجدير ذكره أن العمارة الإسلامية تحظر استخدام التماثيل أو اللوحات التي تصوّر كائنات حية.[٣]
أنواع العمارة الإسلامية
توجد في العمارة الإسلامية أربعة أنواع أساسية؛ وهي المساجد، والمقابر، والقصور، والحصون،[٣][٤] وفيما يلي تفاصيل عن كل منها:
المساجد
عمارة المساجد من أشهر أنواع العمارة الإسلامية وأكثرها شيوعًا وانتشارًا، والمساجد هي هياكل معمارية إسلامية مهمة نظرًا لمكانتها الدينية، ومن أشهر الأمثلة عليها مسجد قبة الصخرة في القدس، وجامع قرطبة الكبير، ومسجد السلطان أحمد في إسطنبول،[٥] ويعد منزل النبي محمد عليه الصلاة والسلام أول نموذج للمسجد وخاصة مساجد الأعمدة التي تمتاز بفنائها الكبير المُحاط بالغرف والمدعّم بالأعمدة الشاهقة، وتوجد عدة أنواع أخرى من عمارة المساجد تشترك مع بعضها بعدة خصائص، وهي احتوائها على الصحن أو الفناء، والمحراب، والمئذنة، والقبة، وتشترك مع بعضها أيضًا بالمفروشات الداخلية والمقتنيات الموجودة بداخلها.[٦]
القصور
شيّد المسلمون قصورهم على طراز العمارة الإسلامية وكان يسكنها الحكام لتكون بمثابة هياكل كبيرة مهيمنة تكشف أفق المدن الموجودة فيها، ويعد القصر العباسي في بغداد من أشهر الأمثلة على القصور الإسلامية، فيعود تاريخه إلى القرن العاشر ويتميز بمجموعة من الأقواس وساحة فناء كبيرة، وكان مبني من الطوب ويقع بالقرب من نهر دجلة، وإلى جانب القصر العباسي توجد عدة قصور مهمة في تركيا تعود إلى العصرين البيزنطي والعثماني، ومنها قصر توبكابي الذي كان المقر السياسي للإمبراطورية العثمانية، وأجمل ما يميزه هو احتواؤه على عدد كبير جدًا من المآذن والأفنية بالإضافة إلى أنه يقع على قمة تل.[٥]
الحصون والقلاع
بنى المسلمون قديمًا الحصون والقلاع لحماية مدنهم وشيّدوها على الطراز المعماري الخاص بهم، ويعدّ قصر الحمراء في غرناطة بإسبانيا من أشهر القلاع والحصون الإسلامية على مرّ التاريخ، وهو مثال على العمارة الإسلامية المغربية، وسمي قصر الحمراء بهذا الاسم نسبةً إلى لون بنائه الأحمر، ويحتوي على أسوار عالية تنتهي بأبراج ضخمة تضم عددًا من القصور والمباني السكنية، ومن الأمثلة الأخرى على الحصون الإسلامية القلعة الحمراء في الهند وهي عبارة عن قلعة ومجمع حصن ضخم صُممَ من قِبَل الإمبراطور المغولي شاه جهان.[٥]
المقابر
حتى المقابر الإسلامية بُنيَت على الطراز المعماري الإسلامي، ومن أشهر الأمثلة عليها تاج محل في الهند الذي بناه الإمبراطور المغولي شاه جهان، والذي يتميز بقبته ومآذنه المشيدة على الطراز الكلاسيكي للعمارة الإسلامية، ومن الأمثلة الأخرى على المقابر الإسلامية قبر أسكيا الموجود في جنوب الصحراء الكبرى في مالي، وهو مثال على العمارة الإسلامية الإفريقية، وتأتي المقبرة هذه على شكل مربع وفيها محراب مزدوج وفناء هادئ.[٥]
العناصر المميزة للعمارة الإسلامية
تتسم العمارة الإسلامية بعدة عناصر تميزها عن باقي الأنماط المعمارية وتجمع بين المباني والهياكل الإسلامية وتضفي عليها روحًا واحدة، وهذه العناصر كما يلي:[١]
- القباب: القبة هي جزء من سقف المبنى، وهي هيكل نصف كروي ويمكن أن تكون على شكل مستدير أو أسطواني، أو على شكل مثلثات متشابكة، وقد تحتوي القباب أحيانًا على مساحة مفتوحة أو شفافة ليدخل الضوء منها، وظهرت القباب في العمارة الإسلامية للمرة الأولى في عمارة بلاد ما بين النهرين.
- الأقواس: توضع الأقواس عادةً داخل المباني والغرف في الهياكل الإسلامية، وتأتي الأقواس بعدة أنواع؛ منها ما هو مدبب ومنها متعدد القوالب، وبعضها يكون على شكل حدوة الحصان.
- المقرنصات: هي الجزء الآخر الداخلي من القباب التي يمكن رؤيتها من داخل المبنى، وتسمى أيضًا بالهوابط، وغالبًا ما تكون مزخرفة ومنحوتة بشكل ثلاثي الأبعاد، وإلى جانب القباب توجد المقرنصات أيضًا في الأجزاء الداخلية من الأقواس والأقبية، وظهرت المقرنصات أولًا في بلاد ما بين النهرين ومنطقة شمال شرق إيران.
- المآذن: من أشهر عناصر المساجد، وتأتي على شكل أبراج عالية تحتوي أحيانًا على شرفة واحدة أو أكثر، ولها دور مهم في توجيه الناس نحو المسجد والتعرّف عليه، وتُستخدم لرفع الآذان، وتتنوع أشكال المآذن بين مسجدٍ وآخر وحتى بين بلد وآخر، ويوجد في المسجد عادةً من مئذنة إلى ست مآذن.
- المحراب: هو الجزء الموجود داخل المسجد على أحد جدرانه، والهدف منه تحديد اتجاه القبلة، ويكون على شكل نصف دائري.
- فن الأرابيسك: هو فن الزخارف الذي تزيّنت بها المساجد والقصور والقلاع الإسلامية، وهو عبارة عن أنماط هندسية وزخارف نباتية، وتتميز العمارة الإسلامية أيضًا باستخدام أنماط النجمة الثمانية، وقد استلهم المسلمون هذه الأنماط الفنية من العمارة الرومانية، واليونانية، والساسانية.
- قاعات الأعمدة: ظهر هذا الشكل المعماري في عصر الدولة الأموية، وهو عبارة عن قاعات كبيرة مستطيلة أو مربعة الشكل مزيّنة بأعمدة كثيرة على نمط شبكة، تُعطي المكان انطباعًا بالامتداد لا حدود له، واسُتخدم هذا النمط المعماري في عمارة المساجد ذات الأعمدة، ومسجد آيا صوفيا في تركيا مثال على هذا النمط.
- الساحات: تتميز المساجد والقصور الإسلامية بساحاتها الواسعة التي تحتوي على نوافير مياه للوضوء، وصممت هذه الساحات لتستوعب عددًا كبيرًا من الأشخاص.
- الحدائق: زيّن المسلمون قلاعهم ومساجدهم وحصونهم بالحدائق التي تضم النوافير الرخامية والبرك المزينة بالأزهار، وتكون هذه الحدائق غالبًا مربعة الشكل.
- الإيوان: هو قاعة مستطيلة الشكل لها جدران من ثلاثة جوانب فقط ومفتوحة من الجانب الرابع على فناء، ولها سقف مقبب، وعادةً ما يُزيّن بالأفاريز المزخرفة بالكتابات، بالإضافة إلى البلاط المزجج والزخارف الهندسية.
المراجع
- ^ أ ب "10 Distinctive elements of Islamic Architecture", re-thinkingthefuture, Retrieved 22/11/2021. Edited.
- ↑ "Dazzling Elements of Ancient Islamic Architecture We Still See Today", mymodernmet, Retrieved 22/11/2021. Edited.
- ^ أ ب "Types of Islamic Architecture", 123helpme, Retrieved 22/11/2021. Edited.
- ↑ "Islamic architecture", deferranti, Retrieved 22/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Dominant Architectural Structures in Islam", classroom.synonym, Retrieved 22/11/2021. Edited.
- ↑ "Introduction to mosque architecture", khanacademy, Retrieved 22/11/2021. Edited.