تاريخ بداية الرسم على الزجاج

لم يستطع المؤرخون تحديد وقت محدد لبدء فن الرسم على الزجاج؛ فقد تم العثور على آثار ونماذج لأشكال زجاجية ملونة في العديد من الثقافات القديمة، مثل الرومان والبيزنطيين، والصينين، إضافة إلى غيرها من الثقافات التاريخية الممتدة عبر العصور الوسطى، وبشكل عام يشير مفهوم الرسم على الزجاج إلى الفن القائم على الرسم على قطعة من الزجاج مهما كان نوعها، ومن أنواع الرسم على الزجاج القديمة أيضاً، والموجودة منذ العصر الروماني والصيني القديم هو الرسم على الزجاج العكسي والذي يشبه الرسم العادي إلا أن مشاهدة الرسم الموجود يتطلب قلب الزجاج.[١]


تطور فن الرسم على الزجاج عبر الزمن

خلال القرن العاشر الميلادي تم استخدام هذا الفن في بناء الكنائس المختلفة لتزيين النوافذ الزجاجية الضخمة لها بلوحات للمسيح، وصور لشخصيات تجسد قصصاً من الكتاب المقدس، وقد ظهر ذلك بشكل كبير في الكنائس الفرنسية والألمانية.[١]


وخلال الفترة القوطية الممتدة في القرن الثاني عشر الميلادي ضمت الكاتدرائيات الأوروبية العديد من اللوحات الزجاجية الكبيرة والمعقدة، وفي عصر النهضة ازدهر فن الرسم على الزجاج، وتوسعت الصور المرسومة بشكل كبير ولم تعد مقتصرة على صور من الكتاب المقدس فقط، كما أنها لم تعد محصورة في الكنائس كذلك، بل أصبحت تستخدم كزينة في المنازل والمؤسسات المختلفة.[١]


وفي ألمانيا بدأ تطوير هذا النوع من الفن خلال القرن التاسع الميلادي ووصل إلى ذروته في القرن السابع عشر، وقد تمت ملاحظة ذلك من خلال وجود العديد من الكاتدرائيات القوطية المزينة بالزجاج الملون، وفي القرن السادس عشر ظهرت بعض الألوان الخاصة المعروفة باسم المينا والتي أكسبت فن الرسم على الزجاج الشكل الذي عليه اليوم.[٢]


أما بالنسبة لفن الرسم العكسي على الزجاج، أو اللوحات الزجاجية العكسية فقد بدأ كتقنية لإنشاء الأعمال الدينية في قارة أوروبا خلال العصور الوسطى، ثم انتقلت إلى آسيا عبر طرق التجارة، تم انتقل إلى دولة اليابان من دولة الصين خلال فترة إيدو (1603-1868) م، وخلال الفترة الممتدة من منتصف إلى أواخر القرن التاسع عشر ابتكر الفنانون اليابانيون العديد من اللوحات الزجاجية العكسية التي تصور الزخارف اليابانية.[٣]


فن الرسم على الزجاج في العصر الحديث

بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت حركة فنية دعت إلى مزيد من التنوع والتعبيرات الفنية باستخدام الزجاج، وعدم اقتصاره على الرسم على النوافذ الزجاجية الضخمة فقط، وفي نهاية القرن العشرين بدأ هذا النوع من الفن بالظهور كهواية لدى الأفراد، وقد ساعدت التكنولوجيا على تقديم تقنيات مختلفة تساعد في الرسم على الزجاج، كما تشجع على استخدام الزجاج المطلي في ديكور المنازل والمكاتب.[١]


وفي الوقت الحالي هناك العديد من الألوان المستخدمة في الرسم على الزجاج مثل الدهانات المائية، والزيتية، وأصبح بالإمكان رسم العديد من الأشكال والرسومات.[٢]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "The History of Glass Painting", ehow.com, Retrieved 25/6/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Glass Painting Techniques - History and Ideas You Can Apply", widewalls.ch, Retrieved 25/6/2023. Edited.
  3. "Reverse Paintings on Glass: The 200 Years of Dazzling History", japantimes.co.jp, Retrieved 25/6/2023. Edited.