التشعب الزخرفي: كل ما تحتاج معرفته

مفهوم التشعب الزخرفي

التشعُّب هو أحدُ قواعدِ بناءِ التَّصميمِ الزخرفيّ، يقومُ على مبدأ تفرُّع الوحدات الزخرفيّة وانبثاقِها وفقًا لنظامٍ معيَّن من التّوازن والتّماثل داخل التّكوين الواحد، وقد استمدَّ الفنَّانُ هذا القانونَ من تأمُّله للطبيعة بما فيها من أشجارٍ وأزهارٍ وفروعٍ وجذورٍ وأوراقٍ، وعملَ على تجريدِها وتحويرِها لِتبدو العناصرُ فيها نماذجَ حيويَّة غير جامِدة تَدعو إلى تجلّيها والتَّفاعُل معَها وفَهم قوانينِها التي تسيرُ عليها.^[١]

أنواع التشعب الزخرفي

لِقانونِ التشعُّب في الزخرفةِ أنواعٌ مختلفة تاليًا ذكرُها.

من حيث الآلية

تنقسمُ أنواع التشعّب الزخرفيّ من حيث الآليّة إلى قسمَين أساسيّين هما:

• التشعُّب من نقطة واحدة: ويُسمّى كذلك التشعّب أحاديّ النقطة، حيث يكونُ فيها التّصميم مكوَّنًا من مجموعةٍ من النّقاط المنتشرة من الدّاخل إلى الخارج من نقطة مركزيّة تُسمى نقطة التّلاشي أو نقطة البداية، ويأخذ هذا الانبثاق مساراتٍ عدّة، كأن يكونَ من اليسار إلى اليمين أو من الأسفل إلى الأعلى أو من الجهات الأربعة كافّة،^[٢] ويشيع هذا النّوع في الهندسة المعمارية والمنسوجات.^[٣]
• التشعُّب الخطيّ: أو تشعُّب الخطّ، حيث يكونُ فيها التّصميم مكوَّنًا من مجموعةٍ من الأشكال الخطوط المستقيمة والمنحنية المتفرّعة كاملًا من خطّ واحد، من اليمين إلى اليسار أو من أسفل إلى أعلى، وينقسم إلى نوعَين هما: التشعُّب من خطّ على أساسٍ توازنيّ، والتشعُّب من خطّ على أساسٍ تماثليّ وفيه تنتشر الخطوط من جانبٍ واحد أو جانبين معًا، ويشيع التشعب الخطيّ عادةً في زخرفة القضبان والإطارات.^[١]

من حيث الشكل

تنقسمُ أنواع التشعّب الزخرفيّ من حيث شكلها النهائيّ إلى ثلاثة أنواع هي:^[٤]

• التشعُّب المنتشر: وفيه تنتشر الوحداث الزخرفيَّة في الاتجاهات الأربعة كافّة وبصورةٍ لانهائيّة، ويشيع هذا النّوع في زخرفة الفسيفساء والأرضيّات والجدران والأقمشة.
• التشعُّب المُتساقط: ويكون فيه التّصميم الزخرفيّ مكوَّنًا من وحداتٍ متجاورةٍ مصطفّة إلى جانب بعضِها بعضًا على شكل تكرار رأسيّ أو أفقيّ، ويشيعُ استخدام هذا النّوع في ترتيب أحجار البناء.
• التشعُّب التدريجيّ: وهو تشعُّب لعناصرَ زخرفيّة متشابهة في شكلها لكنّها تختلف في حجمها، حيث يكون العنصر الأوّل المركزيّ منها صغيرًا ثم يتكرّر في كلّ مرة بصورةٍ أكبر من سابقتها، فيبدأ دقيقًا ثمّ متوسِّطًا ثمّ كبيرًا ثمّ أكبر فأكبر، ما يجعله يبدو بصورةٍ حيويّة.

أهمية التشعب الزخرفي

إنّ التشعُّبِ في العمل الزخرفيّ وتنوّع طرائقِه يُكسب التَّصميمَ لونًا حركيًّا داخليًّا نابضًا بالحياة؛ إذ يُشكِّلُ انبثاقُ الوحداتِ وتداخلها معًا هارمونيكا منسجمة، فتعبِّر الأشكال الحلزونيّة مثلًا عن حركةٍ زمانيَّة ذات مسارٍ نامٍ تحكمُه حركةٌ ديناميكيّة تُنظِّمُ أجزاءَها وطريقة تشابك سيقانها وتداخل أغصانِها معًا، فلا تنفكّ ترى خطوطًا منتظَمة تبدو مثلَ وحدةٍ واحدةٍ لانهائيَّة ذات نمطٍ يفرضُ جاذبيّة بصريّة.^[١]

إلى جانبِ أنّ فَهم قوانين التشعُّب يُساعدُ في تعلُّم الهندسة الرياضيَّة بقوانينِها وعمليَّاتِها، وتُعزّز مهارة التنبّؤ المنطقيّ المبنيّ على الدقّة الملاحظة.^[١]