يمكن تعريف الفنون التطبيقية على أنها إجراء التصاميم الفنية على الأشياء النفعية التي تُستخدم في الحياة اليومية، وهي عكس الفنون الجميلة التي تُنتج لغاية جمالية بحتة ولتحفيز عين المشاهد فقط دون أن يكون لها أي نفع أو وظيفة غير جمالية،[١] ومع أن الفنون التطبيقية قديمة إلا أنها حازت على اهتمام البشر في أواخر القرن التاسع عشر، وخصوصًا مع ظهور حركة الفنون والحرف اليدوية والفن الحديث.[٢] ومن أبرز خصائص الفنون التطبيقية أنها تهدف إلى تقديم المنتجات والأشياء اليومية بشكل فني وإبداعي أكثر من خلال تجميله وزخرفته، ومع هذا فإنها تعطي الأولوية القصوى للغاية النفعية والوظيفية لها.[٣]


أنواع الفنون التطبيقية

تُقسم الفنون التطبيقية لنوعين أساسيين، يشمل أحدهما المنتجات القياسية المصنوعة آليًا، ولها تصميم معين جعل من شكلها جميلًا وجذابًا وسهل الاستخدام في نفس الوقت، والنوع الآخر هو حرف يدوية يصنعها الحرفيون والعمال المهرة لخدمة غرض معينة وتكون جميلة المظهر بنفس الوقت،[١] وعلى اختلاف نوعيها الآلي واليدوي يمكن تعداد الفنون التطبيقية كما يأتي:[٢]

  • التصميم الصناعي: يشتمل التصميم الصناعي على جميع العناصر والأشياء التي نستخدمها يوميًا من الطاولة إلى الكرسي وحتى الأجهزة الإلكترونية التي تسهّل حياتنا، ويهدف هذا النوع من الفنون التطبيقية إلى تحسين وظيفة الأشياء وقيمتها وشكلها بنفس الوقت، ويُراعي هذا الفن أهمية اختيار المواد الأمثل لصنع هذه الأشياء بهدف تلبية الغرض منها.
  • التصميم الجرافيكي: ظهر فن التصميم الجرافيكي بعد فترة قصيرة من اختراع المطبعة في القرن الخامس عشر، والتصميم الجرافيكي هو تصميم الملصقات والرسوم التوضيحية ويشمل الكتب المرسومة يدويًا، واللافتات، والإعلانات المطبوعة، والصحف والنشرات، واليوم يرتبط هذا الفن ارتباطًا وثيقًا بمجالي التسويق والإعلان.
  • تصميم الأزياء: من الفنون القديمة التي ما زالت رائجة إلى اليوم، وهي تصميم الملابس وتوابعها، ولا شك أن هذا الفن يتأثر بالأعراف والتقاليد الاجتماعية والثقافية، وأصبح من الفنون الإبداعية بعد أن كانت الملابس تصمم لحاجة معينة فقط، ولكنها ما زالت تأخذ وظيفة الملابس ونفعها بعين الاعتبار.
  • التصميم الداخلي: يرتبط هذا الفن بالهندسة المعمارية، ولكنه يختلف عنه بالمساحة التي يهتم بها؛ فالتصميم الداخلي يهتم بالمساحة الداخلية للمنازل والمنشآت، ويهدف لأن تكون ملائمة للعيش ومناسبة لحاجات الإنسان ومؤدية للغرض الذي أُنشأت من أجله وموفرة لمعايير الصحة والسلامة، كل هذا يجب أن يكون بتصميم جميل مريح وجذاب للعين.
  • الفنون الزخرفية: وتشتمل هذه الفنون على صناعة الأثاث، والسجاد، والنسيج، والتطريز، وصناعة المجوهرات، والأعمال المعدنية الثمينة، والفخار، وصياغة الذهب، وفن الفسيفساء، والأواني الزجاجية.[١]
  • فن العمارة: هو فن التصميم والبناء الذي يلبي الحاجات الوظيفية والجمالية من المساكن والمنشآت والهياكل على اختلاف أنواعها، وفن العمارة من الفنون القديمة الدالة على تاريخ البشر لأن كل حضارة بنَت مساكنها لتتناسب مع طبيعة معيشتها وبيئتها ومناخها، ويجب أن يأخذ فن العمارة عدة أمور بعين الاعتبار، وهي ملائمة المكان لعيش البشر وتكيّفه مع أنشطتهم، واستقرار هيكل البناء واستمراريته، بالإضافة إلى الشكل الجميل.[٤]


تاريخ الفنون التطبيقية

فيما يلي لمحة تاريخية عن نشأة الفنون التطبيقية وتطوّرها:[٥]


الفنون التطبيقية ما قبل التاريخ وعند الإغريق

تُسمى الفنون التطبيقية بالفنون الثانوية أيضًا، وابتكرَ هذا المصطلح الإغريق أو اليونانيون، وبالفعل كانت الفنون التطبيقية أو الثانوية موجودة في عصور ما قبل التاريخ، واستدلّ اليونانيون على هذا المصطلح من الحاجة للتفريق بين الفنون الجميلة أو الفنون الأساسية التي تهتم بالناحية الجمالية فقط والفنون التطبيقية التي تهتم بالوظيفة إلى جانب الجمال، واعتبروا أيضًا فن الطهي وصناعة العطور من الفنون التطبيقية الثانوية.


الفنون التطبيقية من العصور الوسطى إلى العصر القوطي

في العصور الوسطى ظهرت النقابات الحرفية وأخذت الفنون التطبيقية منحى جدّي بعد إنشاء ورش عمل للعمال ليصنعوا الحرف اليدوية والأنواع الأخرى من الفنون التطبيقية، وظهور طبقة البرجوازية أثرت في تطوّر الفنون التطبيقية وتطورها وظهورها للعلن أكثر من قبل، أما في عصر الرومانسيك فقد أصبح للفنون التطبيقية دافعًا دينيًا وبالتالي أخذت طابعًا دينيًا، وخُصصت منتجاتها من المجوهرات والكؤوس والأحجار الكريمة والملابس والمفروشات للأشخاص الأثرياء، أما في العصر القوطي فقد برز فن العمارة كفن تطبيقي وصب اهتمامه على بناء الكاتدرائيات وتزيينها بالزخارف والمنحوتات.


الفنون التطبيقية خلال العصر الكلاسيكي الحديث والثورة الصناعية

دخلت الفنون التطبيقية عصرًا جديدًا خلال العصر الكلاسيكي الحديث منذ عام 1750 وخاصةً في فرنسا وإنجلترا، واتخذت حينها أسلوبًا آخر يمتاز بالبساطة والبرود، والأشكال المسطحة البسيطة جدًا دون اللجوء للمبالغة أو الزخرفة، ولكن النقلة النوعية في تاريخ الفنون التطبيقية كانت في الثورة الصناعية، فتغيّر شكل الإنتاج وتحوّل من الإنتاج اليدوي إلى الإنتاج الآلي الصناعي، وهنا أصبحت العناصر التي يصنعها الفنانون التطبيقيون متاحة أكثر للعامة ومتوفرة بكميات أكبر لأن الإنتاج أصبح أضخم بواسطة الآلة، وأخذت المنتوجات طابعًا بسيطًا بعيدًا عن الزخرفة يهتم بالنفع والوظيفة فحسب، وأصبحت الأشياء المصنوعة يدويًا حكرًا على الأغنياء وارتفع ثمنها بالمقارنة مع الأشياء المصنوعة بواسطة الآلات، وما زال هذا الاتجاه سائدًا إلى اليوم.


الفنون التطبيقية في القرنين العشرين والحادي والعشرين

تطوّرت الفنون التطبيقية أكثر وأكثر خلال القرن العشرين، بسبب الثروة التقنية والمادية التي ظهرت خلاله، واستمرَ مفهوم الإنتاج الضخم للأشياء الذي بدأ في الثورة الصناعية ولكن ازداد أكثر بفضل التكنولوجيا السائدة، ولكن الفرق الذي حصل هو الاهتمام أكثر بالناحية الجمالية، فيجب أن يُعجب المستهلك بالمنتج جنبًا إلى جنب مع أهمية أن يؤدي وظيفته التي صُنعَ لأجلها، وبهذه الأثناء ظهر فن الآرت ديكو وبقيَ مسيطرًا حتى بداية الحرب العالمية الثانية، وتميّز بالخطوط المنحنية في التصماميم الجرافيكية وبالخطوط الهندسية في الأثاث، واستمر هذا الأثر إلى القرن الحادي والعشرين ولم تتغير سمات الفنون كثيرًا اليوم ولكن ما زالَ المستهلكون يُعطون قيمة مادية وجمالية أكبر للأشياء والمنتجات المصنوعة يدويًا.




المراجع

  1. ^ أ ب ت "Applied Art: Definition & Meaning", visual-arts-cork, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "The Variety of Applied Arts", widewalls, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  3. "Applied Arts", notesread, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  4. "architecture", britannica, Retrieved 19/12/2021. Edited.
  5. "Minor or Applied Arts: History and Types", lifepersona, Retrieved 19/12/2021. Edited.