كل ما يهمك عن الفن الجداري

مفهوم الفن الجداري

الفنّ الجداريّ هو رَسم لوحة فنيّة على جدار أو سَقف،^[١] ويُمكن أن تُطَبَّق في مكانٍ عامّ أو داخل المباني، وعادةً ما تكون الجداريّة كبيرة الحجم،^[٢] وتعبّر عن موضوع اجتماعيّ أو وطنيّ دينيّ،^[١] ويتطلّب رسمها خبرة فنية عالية؛ إذ يشكّلها الرسّام على الحائط وفقًا لشكل الحائط الهندسيّ حتّى تبرز اللوحة والحائط معًا كوحدة واحدة، أمّا الرسومات التي تُطَبّق على اللوحات القماشيّة ثمّ توضع على الحائط، فكان عليها جدل كبير فيما إن كان بالإمكان اعتبارها فنًّا جداريًّا أم لا.^[٢]

إنّ استخدام التّصاميم الفريدة والمعالجة الموضوعيّة في الفنّ الجداريّ يُضفي عليه طابعًا مختلفًا عن أشكال الفنّ البصريّ الأخرى، إضافة إلى أنّه يُكسب اللوحة إحساسًا مختلفًا في النسب المكانيّة للمبنى، فهو أقرب إلى الرّسم ثلاثيّ الأبعاد.^[١]

تاريخ الفن الجداري

شاعَ الفنّ الجداريّ في بادئ أمرِه عندَ الغرب في القرن التّاسع عشر، وفي ثلاثينيات القرن الواحد والعشرين ظهر اتجاه فنيّ يدعو أن يكون الفنّ علنيًّا بحيث يصل إلى أكبر شريحة ممكنة في المجتمع، لذا أنشأت الحكومة البريطانيّة والأمريكيّة منظّمات تهتمّ بالرّسم الجداريّ، منها منظّمة الفنبرسمانين الدوليّة.^[٣]

وفي عام 1933م نشر الرسّام الإيطاليّ ماريو سيروني بيانه الشخصيّ عن الفنّ الجداريّ، وفي سبعينيّات القرن الواحد والعشرين، صُمّمت جداريّات عدّة في دول غربيّة مختلفة متوافقة مع سياساتها المحليّة ومعبِّرة عن هويّتها الوطنيّة والقوميّة.^[٣]

تقنيات الفن الجداري

كانت جذور الفنّ الجداريّ في إيطاليا، وقد استخدموا تقنياتٍ ثلاث في تنفيذ اللوحة، وهي:^[٢]

• Fresco: يُستخدم فيها الجبس لتغطية السّقف أو الحائط، ثمّ يُرسَم بالطّلاء على الجبس.
• Buon fresco: تُستخدم فيها أصباغ ممزوجة في الماء، بحيث يُرسَم بها على الجبس الرّطب.
• Mezzo fresco: تُستخدم فيها أصباغ ممزوجة مع الجير أو مادّة عضويّة، بحيث يُرسَم بها على الجبس الجافّ.

المواد المستخدمة في الرسم الجداري

استُخدِمت موادّ مختلفة منذ بداية الفنّ الجداريّ وأثناء مروره بالكثير من التطوّرات، منها:^[٢]

• ألوان الزّيت: إذ استُخدِمت الألوان الزيتيّة في الجداريّات في القرن السّادس عشر لأول مرّة، وأقدم مثال على الرّس الزيتي كان: لوحة تمبرا.
• الورنيش والأكريليك: إذ استخدِمَا كشكلٍ من أشكال الوقاية لحماية الجداريّات من أثر أشعّة الشمس فوق البنفسجيّة عليها، إذ لم تكن اللوحات من قبل مَحميّة بشكلٍ يضمن إطالة عمرها.
• طين POP: كان الرسّامون الشبّان يمزجون طين الـ POP مع الغراء ليصبح أكثر متانةً، وبعد أن يجفّ المزيج، يرسمون عليه بالألوان المختلفة.

أهمية الفن الجداري

تكمنُ قيمة الفنّ الجداريّ بالنقاط الآتية:^[٢]

• يَجعل النّاس -بفئاتهم كافّة- أكثر وعيًا بالفنّ وجوهره.
• يُوصل رسالةً يرغب في أن يعرفها الجمهور؛ فهو فنّ تواصليّ ذو مغزى.
• يؤثّر على مواقف النّاس وأحكامهم اتجاه قضايا معيّنة.
• يُؤدّي وظيفةً جماليّة؛ إذ يُجسّد روحَ الطبيعة بما تحتويه من شجر أخصر وجبالٍ سامقة.