يعد فن الخط العربي من أقدم وأجمل الفنون التي انتشرت في العالم الإسلامي، لأنه بدأ مع بداية تدوين وكتابة القرآن الكريم، ليكون ذا قيمة روحانية بجانب قيمته الفنية، حيث
بدأ استخدام الخط الكوفي كأول خط عربي في تدوين آيات القرآن على المخطوطات، وزخرفة جدران المساجد في العصور اللاحقة، وتطورت مختلف أنواع الخطوط العربية بجانب الكوفي منذ القرن الثامن الميلادي وخلال العصور الإسلامية لتتنوع أشكالها، وتختلف في سهولة أو صعوبة قراءتها وكتابتها، وامتداد أحرفها الأفقي، والتركيب الهندسي للكلمات، ومقدار سمك ورفع الأحرف وخطوط الاتصال بينها، وغيرها من الخصائص التي تجعل كل منها يتمتع بخصائص تشكيلية مختلفة، وفي هذا المقال سوف يتم طرح الميزات التشكيلية للخط العربي، وأنواعه المختلفة التي نتجت بفضلها.[١]
الميزات التشكيلية للخط العربي
تتمتع الخطوط العربية بميزات تشكيلية تعطي كل منها مساحة للإبداع والابتكار في كل خط من الخطوط العربية، وفيما يلي ذكر لهذه الميزات:[٢]
- الامتداد الرأسي: ويقصد طول أو قُصْر الحروف القائمة في الخط، كالألف واللام، أو الأحرف التي تحتوي على أجزاء قائمة، كحرف الظاء والطاء.
- البسط (الامتداد الأفقي): ويقصد به طول أو قصر الحروف الأفقية والروابط بين الأحرف، كحرف السين والصاد والياء والكاف.
- التدوير: ويقصد به تحدب أو تقعر الأحرف التي تحتوي على شكل نصف دائرة في أجزاء منها، كحرف الحاء والخاء والسين والشين والصاد والضاد.
- المطاطية: ويقصد بها الأحرف التي يمكن زيادة حجمها وطولها بفضل احتوائها على انحناءات في أجزائها تسمح بتغيير هذه الخصائص لتكون أكثر ليونة، كحرف الراء والهاء والواو والنون.
- الانضغاط: ويقصد بها إمكانية تقليل حجمها وتقصيرها لتصبح حروفاً أصغر وأكثر قربًا من بعضها.
- التربيع (التزوية): وهي إمكانية كتابة الحروف بأشكال هندسية منتظمة كالمستطيلات والمربعات كما هو الحال في الخط الكوفي.
- التداخل: وتعني إمكانية تكوين أشكال متشابكة من الأحرف القائمة كحرف اللام والألف لتكوين زخارف مميزة تشبه الضفائر.
- تعدد شكل الحرف الواحد: وتعني إمكانية كتابة الحرف الواحد بسمك وحجم وليونة مختلفين لجعله بأشكال متعددة لا حصر لها.
- الاختزالية: ويقصد بها توفر الحرف بشكل وهو منفصل وبشكل آخر عند اتصاله بالأحرف المختلفة.[٣]
- التركيبية: ويقصد بها إمكانية تركيب الحروف بشكل متداخل فوق بعضها، مما يسهل إنشاء تخطيطات عديدة بمساحة محدودة.[٣]
أنواع الخط العربي
تتعدد أنواع الخط العربي التي نتجت بفضل خصائصه التشكيلية المختلفة، وفيما يلي ذكر لبعض منها على سبيل الذكر لا الحصر:[٤]
- الخط الكوفي: تتطور الخط الكوفي إلى عدة أنواع ليظهر الخط المشرقي في بلاد فارس، والمغربي في شمال إفريقيا والأندلس في القرن العاشر الميلادي.
- خط النسخ: تطور هذا الخط في القرن العاشر على يد الخطاط ابن مقلة ليصبح بشكله المنحني المشهور الذي يتميز بسهولة قراءته وسرعة كتابته، ليصبح هو الخط المستخدم في كتابة القرآن الكريم.
- خط الثلث: يستخدم خط الثلث في زخرفة المساجد عادةً، خاصة لكتابة أسماء الله الحسنى، فهو يتميز بانحنائته واستخدام الحركات لتكون جزءًا من الزخرفة.
- خط الرقعة: وهو أحد الخطوط الذي نشأ في الإمبراطورية العثمانية، وتميز بخصائصه التي تجمع ما بين خط التعليق والخط الديواني كالسرعة في الكتابة وبساطة إنحنائات أحرفه واتصال نقاطه ببعضها.
المراجع
- ↑ Arabic Calligraphy (2021), "Arabic Calligraphy Styles", arabic-calligraphy, Retrieved 21/12/2021. Edited.
- ↑ بيانات (2020)، "الخط العربى فنًا تشكيليًا"، بيانات، اطّلع عليه بتاريخ 21/12/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب فريق من المتخصصين، التربية الفنية للصف الثالث المتوسط الفصل الدراسي الأول، صفحة 29. بتصرّف.
- ↑ Sahar Afshar (24/5/2016), "A brief overview of the various Arabic calligraphic styles", rosetta, Retrieved 21/12/2021. Edited.
