مفهوم الزخرفة العسيرية

الزخرفة العسيريّة -ويُطلق عليها فنّ القطّ العسيري- هي فنّ تقليديّ نسائيّ قديم عُرِفَ في منطقة عسير التي تقعُ في جنوب المملكة العربيّة السعوديّة،[١] وهو شكلٌ من أشكالِ الزخرفة الجداريّة الدّاخليّة، فبعد أن كان الرجال ينتهون من بناء المنازل، كانت النّساء تدعو قريباتِهنّ ليجتمعن معًا ويبدأنَ في تنفيذ هذه الزخرفة،[٢] التي تضمّنت تزيين جدران المنازل الداخليّة -تحديدًا غرف الضّيوف- على قاعدةٍ من الجبس الأبيض، وتتكوّن الزخرفة من نمطٍ منسجِم من الرّموز والأشكال الهندسيّة مَشغولة بألوانٍ مُستوحاة من طبيعة عسير.[٣]


تاريخ الزخرفة العسيرية

ليس هناك تاريخٌ واضح يُمكن أن يُحدّد تاريخ ظهور هذا الفنّ، إلّا أنّه معروفٌ على مستوى محليّ وعالَميّ، ففي عام 2015م عُرِضت لوحة "Depicting Al-Qatt" في الأمم المتّحدة - نيويورك والتي رسمتها 12 امرأة عسيريّة، بلغ طولها 18 مترًا، وأطلقوا عليها اسم "بيت أمنا"، وقد اعترفت اليونسكو بهذا الفنّ عام 2017م ضمن قائمة التراث غير الماديّ.[١]


كان أوّل من سلّط الضّور على هذا الفنّ الباحث الفرنسيّ تيري موجر؛ إذ عبّر عنه في كتابه (ألوان الجزيرة العربية، حديقة الرسامين، الهندسة المعمارية والجداريات في منطقة عسير) قائلًا: "إنّ هذه التصاميم الخارجية كانت أقرب إلى مهرجان من التصاميم متعدّدة الألوان التي تغطّي الجدران والأسقف والأبواب، وكأنّ منازلَ عسير تلتهم الألوان".[١]


يعدّ هذا الفنّ جزءًا من هويّة عسير الثقافيّة،[٣] وقد تناقلته الأجيال حتّى أصبح المهندسون المعماريون ومصمّمو الديكور الداخليّ والفنّانون على اختلافِ مجالاتِهم ينفّذون هذه الزخرفة اليوم على الملابس والإكسسورات والأثاث ولوحات الرّسم.[٢]


دلالات الأشكال في الزخرفة العسيرية

تختلف أنماط الزخارف العسيريّة باختلاف مناطق عسير نفسها، إلّا أنّ العناصر المكوّنة لهذه الأنماط لها تفسيراتٌ شائعة، كالآتي:[١]

  • الخطوط الأفقيّة: تُشير إلى السّكينة والاستقرار.
  • الخطوط المنحنية: تُشير إلى المرونة والحيويّة.
  • نقوش النباتات: تُشير إلى العلاقة بين الإناث والنباتات.
  • المحاريب: تَرمزُ إلى الممارسات الدينيّة في منطقة عسير.


تجهيزات النساء لتنفيذ الزخرفة العسيرية

تجهّز النّساء أولًا الجدار الذي سينفّذن عليه الزخرفة، حيث يصنعن مسحوقًا من الصمغ العربيّ وطبقات الجبس، ليُكسبنَ الجدار لونًا لامعًا بهذا المزيج، ثمّ تُحَضّر الألوان بتجهيز موادّ طبيعيّة ملوّنة مستخرجة من الفحم والكركم والعشب والصّخور الحمراء، إذ تطحن هذه الموادّ حتى تصبح كالبودرة النّاعمة وتمزجها مع الصمغ العربيّ، لتمنحها ثباتًا على الجدار وعمرًا طويلًا، ثمّ تبدأ بالرّسم باستخدام فرشاة مصنوعة من شعر ذيل الماعز.[١]


أشهر فناني الزخرفة العسيرية

مِن الأعلام البارزين في فنّ الزخرفة العسيريّة الفنّانة التشكيليّة الرّاحلة فاطمة علي أبو قحّاص (ت.2010م)، وهي سعوديّة من منطقة عسير، مارست هذا الفنّ باحترافيّة طيلة 70 عامًا، إذ صمّمت جداريًّة كبيرة عُلِّقَت في فندق أبها، وزخرفَت عديدًا من المعالم السياحيّة، مثل: قلعة ألوان وقلعة رازح، واعتُرف بفاطمة كأهمّ شخصيّة تراثيّة سعوديّة عام 2007م في مهرجان الجنادريّة السعوديّ الوطنيّ.[١]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "Al-Qatt Al-Asiri – a treasured art form of the South", Wafy App, Retrieved 22/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Traditionally a form of interior wall decoration done by women, Al-Qatt Al-Asiri is an ancient and female art form, considered a key element of the Asir region’s identity.", KSA, Retrieved 22/12/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Al-Qatt Al-Asiri, female traditional interior wall decoration in Asir, Saudi Arabia", Unesco Intangible Cultural Heritage, Retrieved 22/12/2022. Edited.