مفهوم المدرسة الوحشية

المدرسة الوحشيّة -أو الحُوشيّة أو الفوفيّة- هي أسلوب فنيّ جديد في الرّسم التشكيليّ، تميَّزَ باعتمادِه على الألوان الجريئة والغريبة والصّارخة المستمدّة من الطّبيعة لِتمثيلِ صورٍ ومشاعرَ ومناظرَ طبيعيّة مختلفة، مع تحريفِ شكلِها بتغييرِ حجمِها الواقعيّ ونسبتِها وأبعادها وألوانِها التقليديّة.[١]


وكان الوحشيّون يرسمون لوحاتِهم من أنابيب الطّلاء مباشرة ليمنحوها إحساسًا حيويًّا مفعمًا بالانفجار، بحيث تظهر الدلالات التعبيريّة بشكلٍ لافِت، وقد عُرِضت لوحات هذه المدرسة بشكلٍ رسميّ لأوّل مرّة في باريس عام 1905م، وصادف أن رآها النّاقد "لويس فوكسسيليس" وأطلق عليها اسم fauves التي تَعني: الوحوش البريّة.[٢]


نشأة المدرسة الوحشية

ازدهرت المدرسة الوحشيّة في فرنسا في القرن العشرين، واستوحت أفكارَها في بدايةِ ظهورِها من أعمال الفنّانين: فنسنت فان جوخ، وجورج سورات، وبول سيزان، وبول غوغان، في ذلك الوقت شكلّ الرسّامون الفرنسيّون فريقًا مكوَّنًا من: هنري ماتيس، وألبرت ماركيه، وجورج رواولت، وبرز ماتيس قائدً لهذا الفريق، وكان معجبًا بأستاذِه غوستاف مورو، فاتّفقوا على أن يستخدموا الألوان المكثّفة، وصاغوا تعريفًا جديدًا للون النقيّ.[٣]


الجدير بالذّكر أنّ هذه الحركة استمرّت من عام 1904م حتى عام 1910م،[٤] و كانت امتدادًا للمدرسة الانطباعيّة، وتأثّرت بأفكارِها وبأفكار ما بعد الانطباعيّة والانطباعيّة الجديدة والمدرسة التعبيريّة، واعتُبِرت تمهيدًا لظهور المدرسة التكعيبيّة لاحقًا.[١]


خصائص المدرسة الوحشية

تتمثّل خصائص المدرسة الوحشيّة في النّقاط الآتية:[٤]

  • تنسبُ قوّة اللوحة الدلاليّة إلى شدّة اللون وحدّته.
  • حرّرت اللون من وظيفتِه الوصفيّة واستكشفت تأثيراته على المشاهد واستخدمته وفقًا لذلك.
  • اعتمدت الألوان الجرئية الحمضيّة وتطبيقها بشكل متنافر مدروس.
  • قدّمت في أعمالِها تراكيبَ غامضة أوحَن من خلالِها تأييدها لنظريّة الفنّ للفنّ.


أعلام المدرسة الوحشية

قامت المدرسة الوحشيّة بفضل جهود عددٍ من الفنّانين، منهم:[٢]

  • هنري ماتيس: أرسى هنري ماتيس قواعد المدرسة الوحشيّة، إذ رفض الرسم التقليديّ القائم على وهم ثلاثيّ الأبعاد، وأراد بدلًا من ذلك أن يُنشئ لوحةً مفعمة بحركة اللون، وقد رسم لوحة "المرأة ذات القبعة" عام 1905م الذي استخدم فيها الطّلاء الخامّ وضربات الألوان السّريعة.
  • أندريه ديرين: شارك أندريه ماتيس رأيَه حول قوّة اللون التعبيريّة وأهميّته في إنشاء شكل فنيّ جديد، إذ استخدم الألوان النقيّة للتعبير عن عناصر الطّبيعة، بضربات فرشات قصيرة وقويّة.
  • راؤول دوفي: طوّر راؤول لوحةً فنّية ذات أسلوب جريء نابض بالحياة، وكانت إحدى أشهر لوحاته: قصر وخيول.
  • أوثون فريزز: أعجِب فريزز بطريقة استخدام الألوان الصّارخة المكثّفة لإبراز الدلالات العاطفيّة القويّة للموضوع، وقد كان قبل ذلك متَّبعًا في فنّة مبادئ المدرسة الانطباعيّة.
  • جورج براك: اعتمدَ براك في أغلب لوحاتِه رسم بقع صغيرة من اللون، خلق من خلالها إحساسًا قويًّا بالإيقاع والبُنية، وكان ذلك نذيرًا بنشوء المدرسة التكعيبيّة لاحقًا.
  • كيس فان دونجن: أيّد دونجن -وهو رسّام هولنديّ- هذه الحركة، وطبّق مبادئها في لوحاتِه التي تعبّر عن طبيعةِ المجتمع الباريسيّ العصريّ.

المراجع

  1. ^ أ ب "What is Fauvism?", Riseart, Retrieved 27/12/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "Fauvism", Britannica, Retrieved 27/12/2022. Edited.
  3. " Summary of Fauvism", The Art Story, Retrieved 27/12/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "About Fauvism", sothebys, Retrieved 27/12/2022. Edited.