ما هي أنواع الوحدات الزخرفية؟

تقومُ الوحداتُ الزخرفيَّة على مجموعةٍ من الأسس منها: التّوازن، والتّشابه النصفيّ أو الكليّ، والتّكرار المنتظَم بالتّعاقب أو التضادّ أو التبادل بينَ عناصر الوحدة الزخرفيّة، وتنقسمُ هذه الوحدات إلى: وحدات زخرفيّة نباتيّة، وهندسيّة، وكتابيّة، وآدميّة وحيوانيّة.[١]


الوحدات الزخرفية النباتية

يُطلَق على الزّخرفة النباتيّة مصطلح "فنّ التَّوريق"؛ لأنَّها تُوظّف عناصرَ الطّبيعة بطريقةٍ فنيّة غير تقليديّة قائمةٍ على التّجريد وإعمال الخَيال، وتُطبَّق على العمائر والتّحف والقباب والجدران وتزيين الكُتب وتجليدها، وزادَ استخدامُ هذه الزّخرفة في القرنِ التّاسع الميلاديّ، وبلغَ ذروتَه في القرنيْن الثاني عشر والثالث عشر الميلاديّ.


وتتكوَّن وحدات الزخرفة النباتيّة من أشكالٍ نباتيَّةٍ طبيعيّة مثل: أوراقِ الأشجار وزهورِها وثمارِها وجذوعِها، بحيث تتشابكُ معًا وتتداخل فيما بينها بانحناءاتٍ دقيقةٍ مكوِّنَةً وحداتٍ نباتيَّةً متكرّرة بانتظامٍ ومتناظرة بانسجام، ومن أساليب الزخرفة النباتيّة ما يأتي:[٢]

  • الإفراد.
  • المزاوجة.
  • التّقابل.
  • التّعانق.


الوحدات الزخرفية الهندسية

عُرِفت الوحدات الزخرفيّة الهندسيّة منذ عصورِ ما قبلَ التّاريخ، واشتُهِر استخدامُها في الطُّرز المصريّة والشاميّة، حيث كانت صناعةً يتعلَّمُها الفنّانون بالتمرُّسِ والمِران حتّى يُتقِنوا قوالبَها ونماذجَها المختلفة، ويُطبِّقوها على العمائر والخشب والخَزف.[٣]


وتتكوّن الوحدات الهندسيّة من تشكيلاتٍ مختلفة من الخطوط المستقيمة والأشكال الدائريّة والبيضويّة، واشتباكاتٍ منتظَمة من قواطع الزّوايا التي تُمثِّل في النّهاية شكلَ نجومٍ خماسيّة أو سداسيّة أو ثمانيّة، حيث يبدأ الفنّان برسم أشكال بسيطة وفقًا لقواعدَ هندسيّة معيّنة، ثمّ يمزجها معًا بخطوط وَصل، ليظهرَ العمل أخيرًا كأنّه نسيجٌ واحد ذو أجزاءٍ متّصلة فيما بينَها بانسجام.[٣]


وتنقسمُ الوحدات الهندسيّة إلى نماذج مختلفة، منها: زخرفة الدّوائر والمثلّثات والأفاريز والمَعين والمربّعات والمستطيل والحلزونات.[٤]


الوحدات الزخرفية الكتابية

ازدهرت الزخرفة الكتابيّة في العصر العباسيّ، وتقومُ وحداتُها الكتابيّة على محورٍ أساسيّ هو فنُّ الخطّ، حيث وُظِّفَت الكتابات العربيّة في إنشاءِ العديدِ من القوالبِ الفنيَّة السّاحرة، التي تُظهرُ الوحداتِ بحروفٍ مركّبة أو مفردة مُحَوّّرة أو بأنماطٍ كتابيّة متباينة.[٥]


طُبِّقت هذه الزّخارف على واجهةِ الأبنية الملكيّة بهدف توثيق تاريخ المنشأة وأسماء مُنشئها، وعلى تيجان الأعمدة والمحاريب المجوّفة والمسطّحة والقباب والأبواب والدّعامات والعتبات وعلى جدران المآذن والجدران الدّاخليّة للمساجد؛ لِما تنماز به هذه الزّخرفة من إيحاءٍ تسبيحيّ توحيديّ لا يُؤتى به من أشكالٍ واقعيّة.[٦]


الوحدات الزخرفية الآدمية والحيوانية

الزخرفة الآدميّة والحيوانيّة نوعٌ من الزّخرفة التصويريّة القائمة على المحاكاة الواقعيّة للطبيعة، تتكوَّن وحداتُها من أشكالٍ بشريَّةٍ ومناظر حسيَّة تتضمَّنُ تصويرًا لشكلِ الحفلات وما تتضمنُّها من اجتماعٍ وكؤوسٍ ومقاعد، إلى جانب تصوير أشكال خرافيَّة حركيّة، مثل: رسم حيوانات وطيور بوجوه بشريّة أو غير واقعيّة، وصور خياليّة لمخلوقاتٍ عجيبة.[٧]


شاعَ استخدامُ هذه الزّخرفة في العصر الفاطميّ والأيوبيّ، تحديدًا في مِصرَ والشّام والهند وبلاد فارس والأندلس، وطُبِّقت على النّسيج والخشب والجصّ والخزف والبلّور والنّحاس والأفاريز وضُمِّنَت في الكتب التعليميّة كصورٍ توضيحيّة.[٧]

المراجع

  1. حسن قاسم حبش، مختصر تاريخ الزخرفة، صفحة 7. بتصرّف.
  2. د ضحى الدمرداش، د عبد الله الجمل، م أماني حسين (1/8/2022)، "ابتكار تصميمات مستوحاة من الزخارف الإسلامية وتطبيقها بالطباعة ثلاثية الأبعاد"، مجلة التراث والتصميم، العدد 10، المجلد 2، صفحة 240-241. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عبير محمد صالح، السمات الفنية للزخارف الهندسية وزخارف الأطباق النجمية في العصر الفاطمي، صفحة 501. بتصرّف.
  4. م غسان مردان، الزخارف الهندسية في الفن السومري القديم، صفحة 189-191. بتصرّف.
  5. د ضحى الدمرداش، د عبد الله الجمل، م أماني حسين (1/8/2022)، "ابتكار تصميمات مستوحاة من الزخارف الإسلامية وتطبيقها بالطباعة ثلاثية الأبعاد"، مجلة التراث والتصميم، العدد 10، المجلد 2، صفحة 242. بتصرّف.
  6. ثامر عبيد الشيباني، الأنساق الزخرفية الإسلامية وانعكاسها في رسوم فازاريللي، صفحة 134-135. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ثامر عبيد الشيباني، الأنساق الزخرفية الإسلامية وانعكاسها في رسوم فازاريللي، صفحة 135. بتصرّف.