ما هو فن طي الورق الياباني (Origami)؟

فن الأوريغامي هو فن طي الورق الياباني، الذي يعتمد على الورق كمادة أساسية ووحيدة لصنع أشكال ثلاثية الأبعاد وثنائية الأبعاد، وكلمة أوريغامي مُشتقة من الكلمتين اليابانيين؛ oru التي تعني طيّ، و kami التي تعني ورقة، ويستخدم فن الأوريغامي التقليدي أساسًا الأوراق مربعة الشكل وتُستخدم ورقة واحدة لكل عمل فني، مع العلم أنه أصبح بالإمكان استخدام أوراق مستطيلة الشكل وغير مربعة، واستخدام عدة أوراق للعمل الفني الواحد قد تصل إلى مئة ورقة بسبب تطور تقنيات هذا الفن بمرور الوقت، وعمومًا يتطلب فن الأوريغامي موارد قليلة جدًا وقد تستغرق بعض الأشكال دقائق أو بضع ثوانٍ لتشكيلها، بينما يمكن أن تستغرق التصاميم المعقدة عدة ساعات لتكتمل.[١]


أنواع فن طي الورق الياباني

تختلف أنواع فن الأوريغامي بناءً على الآلية المُستخدمة في طي الورق، وفيما يلي تفصيل لهذه الأنواع:[٢]

  • الأوريغامي التقليدي: هذا النوع هو أصل فن الأوريغاني، وكان لا يقبل التعديل على الورق أو استخدام الأشرطة اللاصقة أو الغراء أو المقص والدبابيس والغرز، ويعتمد الأوريغامي التقليدي على تحويل ورقة واحدة إلى شكل فني باستخدام مجموعة من الطيّات والتجاعيد، وبهذا النوع يمكن إنشاء أشكال ثنائية الأبعاد وأخرى ثلاثية الأبعاد، والأشكال التقليدية التي تُصنع بهذا النوع هي أشكال الحيوانات، والنجوم، والقوارب، والزهور، وما إلى ذلك.
  • الأوريغامي المعياري: يستخدم هذا النوع من فن الأوريغامي قطعتين من الورق أو أكثر، بهدف إنشاء أشكال أكثر تعقيدًا من الأشكال التي يُنشئها الأوريغامي التلقيدي، ولكن هذا النوع يشابه النوع التقليدي في أنه لا يسمح باستخدام المواد اللاصقة والمقصات والأدوات المساعدة، وفي الأوريغامي المعياري يمكن تشكيل التصميمات ثنائية الأبعاد وثلاثية الأبعاد.
  • الأوريغامي المتحرّك: في هذا النوع من فن الأوريغامي يمكن تحريك العمل الفني، ومن أبرز الأمثلة على هذا النوع تصاميم الطيور التي يمكن تحريك أجنحتها من خلال سحب الذيل في التصميم، بالإضافة إلى تصاميم الضفادع، والبالونات.
  • أوريغامي جولدن فينتشر: كان هذا النمط موجود قديمًا في الصين، ولكن سُمي باسمه الحالي في عام 1993، عندما احتجاز مجموعة من اللاجئين الصينيين كانوا على متن سفينة غارقة تُدعى جولدن فينتشر Golden Venture في ميناء نيويورك، وأثناء احتجازهم في سجن أمريكي لعدة شهور شغلوا أنفسهم بتشكيل نماذج ثلاثية الأبعاد من الورق، وكانت فريدة وتحتوي على تفاصيل معقدة للغاية، تشبه النمط المعياري، ويتألف بضعها من مئات الأوراق وبعد حصول هؤلاء الصينيين على اللجوء السياسي في أمريكا بيعَت بعض أعمالهم وعُرض بعضها الآخر في معرض متنقل.
  • الأوريغامي الرطب: يُنتِج هذا النوع من فن الأوريغامي تأثيرات مختلفة وغير تقليدية، وسُمي بالأوريغامي الرطب لأنه يعتمد على ترطيب الورق قبل طيّه، ليتمكن الفنان من إنشاء أشكال مرنة وإعطائها منحنيات بسيطة لتشكيل أعمال متقنة وفريدة.[٢] واخترعَ هذه التقنية أكيرا يوشيزاوا الذي استخدم غراء قابل للذوبان في الماء، ويوضع على الورق لترطيبه قبل الطي.[١]
  • الأوريغامي البسيط أو النقي: في هذا النوع من فن الأوريغامي تُستخدم الطيّات الأساسية فقط، دون اللجوء إلى قطع الورق أو لصقه، وتكون آلية الطي على طريقتين تعتمدان على أشكال الأرض والطبيعة،[٢] وابتكر هذا النمط الفني البريطاني جون سميث، الذي اقترحَ نظامًا محددًا لتشكيل التصاميم والنماذج باستخدام الورق، بصنع على طيات على شكل الجبال والوديان، لتشكيل نماذج يسهل تكرارها.[١]
  • أوريغامي طي الشرائط: يُستخدم هذا النوع لصنع نماذج أوريغامي صغيرة باستخدام شرائط ورق رفيعة، ويمكن في هذا النوع استخدام أساليب الطي والتجعيد واللف، بالإضافة إلى إمكانية استخدام النسيج.
  • أوريغامي الفسيفساء: يُستخدم في هذا النوع من فن الأوريغامي ورقة واحدة، ويتم تشكيل النموذج أو التصميم باستخدام طيات الجبال والوديان لإنشاء أنماط متكررة، وغالبًا ما تكون التصميمات في هذا النوع ثنائية الأبعاد، وعند وضع تصميمات أوريغامي الفسيفساء أمام مصدر ضوء ستظهر العناصر المرتفعة من الورق بلونٍ أغمق بسبب الطبقات الإضافية فيها، بالمقارنة مع العناصر المنخفضة التي تظهر بألوان أفتح.
  • أوريغامي كوسوداما أو الأوريغامي الكروي: يعتمد هذا النوع من فن الأوريغامي على الأشكال الكروية المصنوعة من عدة طبقات، وهذه الآلية تشبه آلية الأوريغامي المعياري، ولكنها تسمح باستخدام المواد اللاصقة والخيوط.
  • الأوريغامي المجعّد: ابتكر هذه التقنية بول جاكسون وطوّرها فينسينت فلودرير، وتعتمد على تجعيد الورق قبل طيّه، ومكّنت هذه التقنية من إنشاء تصميمات ونماذج أكثر واقعية.[١]


تاريخ فن طي الورق الياباني


أصل فن الأوريغامي

قد يكون من الصعب تحديد أصل فن طي الورق (الأوريغامي) لأن المعلومات الخاصة بالشكل الفني له والتي تعود إلى ما قبل القرن الخامس عشر غير موجودة، ومع هذا يمكن الاعتماد على بعض الوثائق القليلة في هذا الخصوص؛ فأفادت بعض الدراسات أن فن طي الورق اخترعه اليابانيون منذ حوالي ألف عام، ولكن هذا لا يمنع أن جذوره أتت من الصين لأن الصينيين هم مَن اخترعوا الورق، ويمكن أن تعود أيضًا إلى قارة أوروبا، فكانت ممارسات طي المناديل والقماش من الممارسات الشائعة في أوروبا.[١]


ومع ذلك ، فقد ثبت أن الورق هو المادة المثالية التي يمكن طيّها، ولذا فمن المنطقي أن نفترض أن طي الورق يتبع اكتشاف عملية صناعة الورق، ومن المعروف أن الورق قد صنع للمرة الأولى في الصين في عام 105 ميلادي، ثم انتقل إلى كوريا واليابان تباعًا بحلول عام 610 ميلادي، وصانعوا الورق اليابانييون هم مَن طوروا جودة الورق المصنّع، وأصبحت أوراقهم قابلة للطي أكثر من الشكل السابق للورق، وظهر أول ذكر لفن الأوريغامي في عام 1680 في قصيدة للشاعر والروائي إيهارا سايكاكو عندما أشار إلى أوريغامي الفراشة.[١]


فن الأوريغامي في الصين

بعد اختراع الورق في الصين بفترة وجيزة ظهر الورق المطوي وتحديدًا في عام 900 بعد الميلاد، وفي تلك الفترة كانت شذرات الدهب عنصرًا أساسيًا في الجنازات الصينية التقليدية، ومن هنا بدأ إنشاء زخارف بواسطة طي الورق الذهبي أو الأصفر على شكل عملة معدنية، تُلقى في النار بنهاية مراسم الدفن، ومن هنا أصبح طي الورق من الممارسات الشائعة في الصين، ومع أن آليته تشابهت مع آلية طي الورق الياباني إلا أن طي الورق الصيني الأكثر حداثة اهتم بتمثيل الأشياء غير الحية، مثل القوارب، والصناديق، وما إلى ذلك.[٣]


فن الأوريغامي في اليابان

بحلول القرن السادس وصل الورق إلى اليابان وظهرت ممارسة طي الورق فيها كطقوس احتفالية لمعتنقي ديانة الشنتو، وأصبح فن الأوريغامي شكلًا فنيًا بارزًا ونشاطًا ترفيهيًا في فترة إيدو اليابانية الممتدة من عام 1603 إلى عام 1868، واهتم اليابانيون من خلال فن الأوريغامي بتشكيل الزهور، والطيور، والزخارف المستوحاة من الطبيعة.[٣]


فن الأوريغامي في أوروبا

يُعتقد أن فن الأوريغامي في أوروبا تطوّر من طي المناديل الذي كان من الممارسات الشائعة فيها في القرن السابع عشر الميلادي، ومثله مثل طي الورق تميّز طي المناديل بأساليب وتقنيات عديدة ومختلفة، نتج عنها مجموعة واسعة من الأشكال المجردة والتصويرية، وتطوّر فن الأوريغامي في أوروبا وانتقل إلى المدارس، وأصبح نشاطًا فنيًا شائعًا فيها، ومنها انتشر إلى باقي دول أوروبا كنشاط ترفيهي وشكل فني قائم بذاته.[٣]


تطور فن طي الورق الياباني

استُخدمَ الأوريغامي قديمًا في المناسبات الدينية من قبل الرهبان اليابانيون، وفي الاحتفالات الرسمية وخاصة في حفلات الزفاف، واستُخدمَ أيضًا في أغلفة الهدايا الورقية المطوية، وفي بعض الاحتفالات للرمز إلى النقاء والإخلاص، وبعد أن أصبح الورق بمتناول يد الجميع أصبح الناس يستخدمونه في صنع الهدايا، وبطاقات المعايدة، ومغلفات الرسائل، واستُخدمَ كمادة تعليمية في المدارس؛ فتضمنت عملية طي الورق العديد من المفاهيم التي لها صلة بدراسة الرياضيات.[٤]


ومع أن فن الأوريغامي التقليدي لم يسمح باستخدام مواد أخرى كما ذُكر سابقًا إلا أنه تطوّر بمرور الزمن وأصبح بالإمكان اليوم قص الورق واستخدام المواد اللاصقة لإعطاء التصميم الفني مزيدًا من الاستقرار والحِرفيّة، وتطوّر هذا الفن من ناحية أخرى، فلم يعد يقتصر على الورق فحسب بل أصبح بالإمكان استخدام مواد أخرى للطي مثل أوراق تغليف الهدايا، وأوراق الطباعة، وظهر أيضًا الأوريغامي الأخضر المناصر للبيئة الذي يستخدم الأوراق التي ستّرمى في النفايات كالجرائد ورسائل البريد غير المهمة، فيعيد تدويرها ويصنع منها أشكالًا فنية وتصاميمًا مميزة.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح "origami", britannica, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Are There Different Types of Origami?", tactilehobby, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Origami: How the Ancient Art of Paper Folding Evolved Over Time and Continues to Inspire", mymodernmet, Retrieved 8/11/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "thesprucecrafts", thesprucecrafts, Retrieved 8/11/2021. Edited.