ما هي أنواع الزخرفة الكتابية؟

أنواع الزخرفة الكتابية

تحيَّزت الزخارفُ الكتابيَّةُ مكانةً مهمَّةً في تاريخِ الفنّ التطبيقيّ، إذ طُبِّقَت على العمائرِ والتُّحَف والمشغولات اليدويّة بأشكالِها المختلفة، وظهرت منها أنواعٌ عدّة، فيما يأتي ذكرُها.^[١]

من حيث العناصر الزخرفية

تعتمد الزَّخارفُ الكتابيّة على الخطوط كعنصر زخرفيّ أساسيّ، وتنقسم من حيث اتّجاهها ومصدر استلهامِها إلى خمسة أنواع:^[٢]

• الخطوط الرأسيّة: استُلهِمَت من تعامُد سيقان النّخيل والنّبات.
• الخطوط الأفقيّة: استُلهِمَت من تقابُل البِحار بالسَّماء والأفق الذي يجمعُهما.
• الخطوط المتعرّجة: استُلهِمَت من شكل أمواج البحر المتلاطمة.
• الخطوط الحلزونيّة: استُلهِمَت من أشكال الأصدافِ والقواقع.
• الخطوط المنحنية: استُلهِمَت من الكثبان الرمليّة التي تحرّكها الرّياح.

من حيث نوع الخط المستخدم

أشهر الخطوط العربيّة شيوعًا في الكتابات الزخرفيّة هما الكوفيّ والنّسخ:

• الخطّ الكوفيّ: استُخدِم الخطّ الكوفيّ في الزّخرفة في نهاية القرن الثّاني الهجريّ في مِصر، ثمّ شاعَ في أنحاء العالم الإسلاميّ كافّة، وطُبِّق على المباني والمَصاحف والأحجار والنّقود، وقد كان بسيطًا في بداية استخدامِه، لم يدخل فيه التّوريق والتّعقيد الشكليّ.^[٣]
• خطّ النسخ: استُخدِم خطّ النّسخ في النّصف الثّاني من القرنِ الثاني عشر، وطُبِّق على الأبنية وفي الاحتفالات والمناسبات الرسميّة، وقد استُخدِم في السّابق في نطاقٍ ضيّق كاستخدامِه في المخطوطات العاديّة.^[٤]

من حيث الموضوع

تنقسمُ الزَّخارفُ الكتابيّة من حيث موضوعها ومصدرها إلى أربعة أنواع:

• الآيات القرآنيّة: حيث طُبِّقت على التّحف الخزفيّة والتطبيقيّة، سيّما المشكاوات التي كانت تُعلّق في المساجد، ومن أمثلتها: المشكاة ذات الشّكل الكمّثريّ الموجودة في متحف فيكتوريا وألبرت، والمشكاة الموجودة في المتحف البريطانيّ، المصنوعة من خزف الأزنيك،^[٥] ومِن الآيات التي زُخرِفت على الأسطح قولُه تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}^[٦]
• الأحاديث النبويّة الشريفة: شاعت زخرفة الأحاديث في القرن العاشر الهجريّ، خاصّة في التحف التطبيقيّة العثمانيّة، ومن الأمثلة عليها: المشكاة الخزفيّة التي أمرَ بصُنعِها السّلطان سليمان القانونيّ كي توضعَ في قبّة الصّخرة، وهي ذات شكل كُمَّثريّ زُيّنت بزخارفَ مورَّقة باستخدام طرازالرومي والهاتاي، ومنقوشٌ عليها نصّ من الحديث الشّريف:^[٧] (... إنَّ اللَّهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلَّا طيِّبًا).^[٨]
• العبارات الدينيّة الشائعة: مثل الشّهادتين وعبارات التّسبيح والتّكبير والاستغفار والحوقلة والبسملة وأسماء الخلفاء الرّاشدين، ومن نماذجِها: المشكاة الخزفيّة كمّثرية الشكل الموجودة في متحف جينلي، والمنقوش عليها عبارة: "لا إلهَ إلّا الله محمَّدٌ رسولُ الله"، ومشكاة أخرى في المتحف نفسِه اسمُها مشكاة أوزهريّة، نُقشت عليها عبارة: "لا إلهَ إلَّا الله واللهُ أكبر" بخطّ الثّلث وباستخدام اللونِ الأزرق.^[٩]
• الكتابات الشيعيّة: وهي الكتابات التي تتضمّن اسم الإمام عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- والأقوال المنسوبة إليه، وعبارات متعلّقة بآل البيت والأئمّة الإثني عشر، وقد طُبّقت على التحف والعمائرالصفويّة والمنتجات الفنيّة المختلفة، ومن أمثلتها: مشكاة موجودة في متحف المتروبوليتان منقوشٌ عليها بالخطّ الكوفيّ عبارة: "الملكُ للهِ الواحد" وعبارة: "لا سيف إلّا ذو الفقار" على أرضيّة تتضمّن زخارف نباتيّة.^[١٠]