أنوع الزخارف التجميلية بحسب الأشكال المستخدمة

ابتدعَ الفنّانون وحداتٍ زخرفيّة مختلفة لرسمها على الخزف، منها ما يأتي.


الزخارف التصويرية

وهي عبارة عن رسم أشكال بشريّة أو حيوانيّة غريبة وغير حقيقيّة، تتّسم ببُعدها عن الواقع والطّبيعة، فمن الممكن أن نرى رسمةً يجمعُ فيها الفنّان بين الشكل الآدميّ والحيوانيّ، أو رأس طير مُرَكَّب على جسم حيوان، أو يختلق رسوماتٍ غير معهودة يُضفي إليها عنصرَ الحركة والحيويّة والخيال، وقد انتشر هذا النّوع قديمًا في الفنّ الفاطميّ.[١]


الزخارف النباتية

تمثَّلت الزخارف النباتيّة بوحداتٍ وأشكالٍ مُستوحاة من الطّبيعة، مثلَ رسم الأوراقِ النّباتيّة المسنّنة، والأوراق الخماسيّة والسّداسيّة، والزّهور مثل اللوتس، وثمار الفاكهة مثل الخوخ والرّمان، وأشكال المراوح النخيليّة وأشجار الصّفصاف.[٢]


الزخارف الهندسية

تمثَّلت الزخرفة الهندسيّة في رسم وحداتٍ هندسيَّة مكوَّنة من خطوطٍ مستقيمةٍ متشعّبة ودوائر ومربّعات ومثلّثات وأضلاعٍ متشابكة،[٣] وقد ظهرَ ما يُسمّى بالأطباق النجميّة، وهي أطباق ذات رسومات هندسيّة تنبثق فيها المضلّعات المتعدّدة من نجمةٍ تُوضع كنقطة مركزيّة تتوسّط التّصميم، تُسمّى "التّرس" ثمّ يُرسم حولها -بشكلٍ إشعاعيّ- أربعة أضلاع تُسمّى "اللوزة".[٤]


الزخارف المستوحاة من الحياة العامة

تشتمل هذه الزّخارف على مشاهدِ الاحتفالات وما تتضمَّنه من كؤوس الشّراب وموائد الطّعام والرّقص والطّرب والعزف على الآلات الموسيقيّة، إضافةً إلى مناظرِ الصَّيد، وبيئات العمل التي تعبّر عن أوضاع الطّبقة الكادحة وأصحاب الحِرف، ومناظر الألعاب الشعبيّة مثل التّحطيب والمُصارعة، ومناظر تدلّ على التسامح الدينيّ.[٥]


الزخرفة الجبرية

يُنسب هذا النّوع إلى الصّناع الإيرانيّين، وسُمّي "جبري" نسبةً إلى عَبَدة الشمس في إيران، حيث ظنّ تجار العادِيَات أنّ عبدة الشّمس هم أوّل من عمِلوا فيه، ويُرَجَّح أنّ هذه الزّخارف ظهرت القرنَين الرّابع والخامس بعدَ الهجرة، أمّا شكلُها فغالبًا ما اشتملت على كتاباتٍ كوفيّة ورسومٍ مختلفة ومشاهد توحي بالقوّة والحيويّة والحياة، وقد وُصِف هذا النّوع بالزخرفة الشعبيّة لقُربها من الأساليب الفنيّة الساسانيّة.[٣]


أنوع الزخارف التجميلية بحسب التقنية

يستخدمُ الفنّانون أساليبَ تجميليَّةٍ مختلفةٍ في زخرفة الخزف، منها ما يأتي.


الزخرفة الغائرة بالحز

حيث يُنشئ الفنّان الزَّخارف عن طريق الحزّ في عجينة الإناء بطريقةٍ تُشبه الحفرَ في المعدن، اشتُهرت هذه الطّريقة في العصر العباسيّ، ومن نماذجِها: السلطانيّة الموجودة في إحدى متاحف برلين في القسم الإسلاميّ، وسلطانيّة أخرى موجودة في مجموعة فينييه Vignier مرسومٌ عليها قرص شمس يُحيط به أربعة معابد ولهيب مُحَوَّر.[٣]


الزخرفة الغائرة بالحفر

وهي الزّخرفة التي تتمّ بتقنيّة الحفر العميق على الخزف، وقد يُنشئ منها الفنّان على سطح الإناء خرومًا أو ثقوبًا ثمّ يسدُّها بالدّهان؛ حتّى ينفذَ منها الضّور فتشكّل انعكاسًا لونيًّا ساحرًا، وغالبًا ما تحتوي على زخارف دقيقة ورسومات بارزة مثل: أوراق الشّجر المحوّرة أو الفروع النباتيّة أو الكتابات الكوفيّة المختلفة، ومن نماذجِها: الخزف الموجود في المتحف البريطانيّ ومتحف فكتوريا وألبرت في لندن.[٣]

المراجع

  1. د هند جمال بكري، "الأساليب الفنية للخزف الفاطمي ودورها في إقامة المشروعات الصغيرة"، مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية، العدد 2، صفحة 1801. بتصرّف.
  2. د غادة المسلمي، صياغة حديثة لتوظيف البلاطات الخزفية الإسلامية في الفراغات الداخلية، صفحة 7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث "الفنون الإيرانية في العصر الإسلامي"، مؤسسة هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2023. بتصرّف.
  4. د هالة باهميم، الأيدلوجية التشكيلية لزخارف الأطباق النجمية وتوظيفها كبالطات خزفية في الفراغات الداخلية، صفحة 93-94. بتصرّف.
  5. د هند جمال بكري، "الأساليب الفنية للخزف الفاطمي ودورها في إقامة المشروعات الصغيرة"، مجلة العمارة والفنون والعلوم الإنسانية، العدد 2، صفحة 1799-1800. بتصرّف.